هناك ..
على أريكتي المريحـة ..
وكعادتي المسائية ..
أتوسد الوحدة .. فأسامرها ..
وأجالس وحشتها ..
أسند ذراعي على كف الزمن ..
وأترقب المساء ينجلي ..
ككل مساء .. تكون الأماني بسيطة ..
ويكون الطموح أقل مما يمكن ..
فأسافر في محيط الزمن .. لأكتب نفسي تارة ..
وتارة أخرى لأجذف رياح الحــظ ..
وأنتظار شمس المجهول ..
فهنا حبيب .. وهنا قريب ..
وهنا صديق .. وهناك غريب ..
وفي الأخير .. عندما يحل الليل ..
أعود كما أنا ..
على نفس الأريكـــة ..
أتلمس لطافتها .. وأجدد وصلها ..
فعهدي كما هو ..
ووعودي كما هي ..
فلم أخن .. أو أنكث وعوداً
ولم أغوص في متاهات الكذب ..
وطرد الحقيقه بعيداً ..
فأنا أكتب بحروفاً عربية ..
أصيلــة من أصالــه وجودي ..
فهل يامن تقرأ أحرفي أن تفهم ..
أن تلك الحديقة كانت مليئة بالأزهار ..
ويخالطها الشذى … ويداعبها العبير ..
ويعانقها الياسمين ..
ألا انني فيها فقدت حاسـة الشم لدي ..
ولم أتذوق شيئاً ..
حتى أتيت ..
وحتى تربعت على ناصية حياتي ..
فمعــك .. تبدأ أول فصولي ..
وأعود طفلاً .. في يومه الأول للمدرســة ..
يا مدرسـة عمري ..
فهل أبدأ ..
يا فصل الربيع ..
علمتني كيف تكون الحياة ..
جميلة .. بسيطة رائعــة ..
ويا فصل الخريف ..
علمتني أن عدت مساءً
تكون هناك .. تسامر وحدتي ..
وتضيء ليلي .. بوجودك ..
ويا فصل الشتاء ..
علمتني أنك أنا ..
فأنت اكثر ..
وحبك أكبر ..
وعلمتني أن الأثنان قد يصبحا واحـد يوماً ..
ويا فصل الصيف ..
علمتني ماهو العطاء
والتضحيه .. والمثابرة ..
وأن الكون جميل بجمال أرواحنا …
فهناك عشقتك ..
في ذلك المكان ..
قرئت مشاعري كلماتك ..
فكانت ليست ككل الكلمات ..
وكأنني معها تعلمت مفردات اللغــة ..
وأدركت بعدها جمال الصيغ .. والتشابيه الكتابية ..
فما أعذب نبع ما تكتب ..
وكأنه لي أنا .. حتى عشقتك ..
فهل لك أن تدرك ما يعنيه العشق
وكم هو صعب الأختيار .. في فضاء مليء بالمثل …
فآه منك ..
دعني أعود قليلاً ..
لأعاتب المساء ..
ونهاية الأسبوع المشئوم ..
فكم أصبحت أكره تلك النهايات ..
التي يصاحبها الألم ..
وكأنها نحس يحاول تفكيك فرحتي ..
وتشتيت مخططاتي ..
فما أقسى الألم حينها ..
وما أصعب أن أعود للبداية ..
ولرحلة العذاب .. مجدداً ..
فكم تمنيت استيعاباً أكثر ..
وفهماً اكثر ..
وثقــة ً عمياء ..
فهل لك أن تدرك كم قتلت حلماً ..
وكيف خنقت حراً ..
وظلمت نفساً ..
فأه منك ..
فلحـظة ..
دعني أتنفس ..
فأنا أكاد لا أطيق بعـدك ..
رغم جرحي ..
ورغم أنكساري ..
ورغم كبريائي ومحاولاتي أن أعـود ..
وانسى شـــكوكــك القاسية ..
وانسى طعـونــك الراسيـــة هنا ..
هنـــــــــــــــــــــا
بقلبي الصغير …
فبالله عليك .. يا من أحببت
كيف تبني لنفسك جسورا بقلبي
وقصوراً بحياتي ..
والآن تهدمها ..
وتتركني رماداً .. تذروه الرياح للبعيد ..
للبعيد ..
للبعيد ..
خاطرة سرااابيه
كتِبت كما هي ..
23-3-2007